صعقة اعتراف...اصعب من الموت

نزل عليها الخبر صاعقا ..
تخنثر الدم في أوصالها ..
وربما أصابت بشلل لحظي
ما هذا القول
كيف ذلك
صفعت وجهها عدة مرات أملا في ان تصحو من هذا الكابوس العنيف
قررت أنها تهيأت ذلك
ذهبت برجليها بعيدا عن موقع الحدث
أملا في ان يتغير شئ
أو تكون على خطا
فقط ليكن ما يكن لكن يجب الا يكون ذلك الصواب
ان يكون ائ شئ الا الصواب
انتهى الحديث بينهم
تمددت على فراشها
وهي لا تسمع سوى تلك العبارة
وهي لا ترى سوى تلك العبارة
وهي لا تحس سوى تلك العبارة
هي الان مفجوعه حتى الصمت
هي الان صامته حتى السكون
ساكته لا حراك فيها حتى الموت
مصيبتها اكبر من ان تصرخ
اكبر من البكاء و العويل
اكبر من الانزواء و الانتحاب
اكبر من طقوس الفجيعة
اكبر من ان تشد شعرها او تشق ثوبها
مصيبتها بحجم الكون وهي نفسها الان بلا حجم
مصيبتها تتجاوز حدود المعقولات
مصيبتها مصيبة
قل لي أي شئ لكن لا تقل ذلك
قل اي شئ اي شئ لكن لا يجب ان تكون كذلك
كن اي شئ الا ذلك
كن لاشئ لكن لا تكن كذلك
وباتت يومها ثقيلة اللسان ...ثقيلة الجسد
كثيرة الأحزان
وبعينيها دمعه مخنوقة ربما لا تدري أين تذهب
او ربما فقط ضلت طريقها
وبحلقها غصة تقتلها بإبطاء
و بقلبها جرح عميق بعمق العمق
وبكبريائها ذلة لم تستطع حتى التعرف عليها
وهي بكاملها باتت بلا وعي
وذهبت في نوم او إغماءة
لا يهم بعد ذلك شئ
أدلى الليل ستائره
ورفع ليلها الستائر
و أتى الصباح بمشيته المتبخترة كعادته
هي عادة تسعد برؤية النور يمشي متسللا
لكنها الآن تحس انه يسخر منها
اليوم كل شئ عدو لها وقد كان بالامس صديق
كل شئ ...حتى نفسها
.....................
عادة تفتح عينيها لترى الصباح يتسلل من النافذة
تمسح عن عينيها النوم
تبعد شعرها عن وجهها
ثم تعتدل جالسه متوسطة سريرها متقرفصة
ثم تجمع شعرها وتلفه و تتركه مسدولا
ثم تعود و تجمع غطائها الأحمر وتغطي به نفسها كما لو أنها تجلس أمام مدفئة
تغطي نفسها كما لو أنها تصنع لتلك النفس عالما داخل حدود الفرش
وتعود لتتمدد على فراشها مرة أخرى
ثم بعد حين تبعد غطائها وتهب واقفة على رجليها
هكذا تأذن ليوم جديد
.......................
لكن ما الذي حدث اليوم
فتحت عينيها بعد ان احتاجت لقوة العالم اجمع
بكل يأس الدنيا وكل إحباط العالم
واتى الصباح على عادته ينتظر استقبالها الحافل له
لكنه فوجئ
فتاة بوجه متجهم و شفتين جرحهما الألم
قبل اي شئ سطا هو على بالها و استولى على كامل يومها
وعادت نفس الأسئلة الشقية تسأل عن نفسها
وتعود تتمنى لو أنها تحلم
وباتت تجادل نفسها
وظل الحال هكذا
أسئلة تفرض نفسها
يوم و اثنان
وأخيرا التقته
ليقول نفس الكلام
الآن فقط هي تريد الموت
وتستجدي الموت
الآن هي فقط تريد اللا شئ

» الموت لاجل الورد